واختلف الناس فيمن ترك الصلاة والصوم عامدا : هل يقضيه  ؟ . 
 [ ص: 19 ] فقال : الأكثرون يقضيه ، وقال : بعضهم لا يقضيه ، ولا يصح فعله بعد وقته كالحج . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عن الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها . { فصلوا الصلاة لوقتها ، واجعلوا صلاتكم معهم نافلة  } . 
ودل الكتاب والسنة ، واتفاق السلف  على الفرق بين من يضيع الصلاة فيصليها بعد الوقت ، والفرق بين من يتركها . ولو كانت بعد الوقت لا تصح بحال لكان الجميع سواء ; لكن المضيع لوقتها كان ملتزما لوجوبها ، وإنما ضيع بعض حقوقها وهو الوقت ، وأتى بالفعل فأما من لم يعلم وجوبها عليه جهلا وضلالا ، أو علم الإيجاب ولم يلتزمه فهذا إن كان كافرا فهو مرتد ، وفي وجوب القضاء عليه الخلاف المتقدم لكن هذا شبيه بكفر النفاق . 
فالكلام في هذا متصل بالكلام فيمن أقام الصلاة وآتى الزكاة نفاقا أو رياء  ، فإن هذا يجزئه في الظاهر ، ولا يقبل منه في الباطن . قال الله تعالى : { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم   } وقال : { وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون   } وقال تعالى : { فويل للمصلين   } { الذين هم عن صلاتهم ساهون   } { الذين هم يراءون   } { ويمنعون الماعون   } وقال تعالى : { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا   } 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					