[ ص: 47 ] وكتب رحمه الله وهو في السجن : ونحن - ولله الحمد والشكر - في نعم عظيمة تتزايد كل يوم ويجدد الله تعالى من نعمه نعما أخرى ; وخروج الكتب كان من أعظم النعم فإني كنت حريصا على خروج شيء منها لتقفوا عليه وهم كرهوا خروج " الإخنائية " فاستعملهم الله في إخراج الجميع ; وإلزام المنازعين بالوقوف عليه وبهذا يظهر ما أرسل الله به رسوله من الهدى ودين الحق ; فإن هذه المسائل كانت خفية على أكثر الناس . فإذا ظهرت فمن كان قصده الحق هداه الله ; ومن كان قصده الباطل قامت عليه حجة الله ; واستحق أن يذله الله ويخزيه وما كتبت شيئا من هذا ليكتم عن أحد ولو كان مبغضا .
والأوراق التي فيها جواباتكم وصلت وأنا طيب وعيناي طيبتان أطيب ما كانتا . ونحن في نعم عظيمة لا تحصى ولا تعد . والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .
ثم ذكر كلاما وقال : ; إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو القوي العزيز العليم الحكيم ولا يدخل على أحد ضرر إلا من ذنوبه { كل ما يقضيه الله تعالى فيه الخير والرحمة [ ص: 48 ] والحكمة ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } فالعبد عليه أن يشكر الله ويحمده دائما على كل حال . ويستغفر من ذنوبه . . ولا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء شكر ; وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له . فالشكر يوجب المزيد من النعم والاستغفار يدفع النقم