[ ص: 386 ] ما قول أهل الإسلام الراسخين في جذر الكلام الباسقين في فن الأحكام حياكم العلام في صدور دار السلام ; وحباكم القيام بتوضيح ما استبهم على الأفهام في معتقد أهل السنة والجماعة   . نضر الله أرواح السلف  وكثر أعداد الخلف وأمدهم بأنواع اللطف . بأن الأفعال الاختيارية من العباد تحصل بخلق الله تعالى وبخلق العبد فحقيقة كسب العبد ما هي  ؟ وبعد هذا هل هو مؤثر في وجود الفعل ؟ أم غير مؤثر ؟ . 
فإن كان فيصير العبد مشاركا للخالق في خلق الفعل فلا يكون العبد كاسبا ; بل شريكا خالقا - وأهل السنة  بررة برآء من هذا القول - وإن لم يكن مؤثرا في وجود الفعل فقد وجد الفعل بكماله بالحق سبحانه وتعالى وليس للعبد في ذلك شيء [ فلزم ] الجبر الذي يطوي بساط الشرع وأهل السنة  الغراء والمحجة البيضاء فارون من هذه الكلمة الشنعاء والعقيدة العوراء . 
ولم ينسب إلى العبد الطاعة والعصيان والكفر والإيمان حتى يستحق الغضب والرضوان . فكيف السلوك أيها الهداة الأدلاء على اللحب المستقيم والمنهج القويم ؟ وطرفي قصد الأمور ذميم . فبينوا بيانا يطلق العقول من هذا العقال ويشفي القلوب من هذا الداء العضال . أيدكم بروح القدس من له صفات الكمال . 
     	
		 [ ص: 387 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					