[ ص: 486 ] سورة التحريم
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
روى عن شريك، ، عن عاصم ، عن أبي صالح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أبي هريرة خرجه "أوقد على النار ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كالليل المظلم " ابن ماجه وقال: حديث والترمذي في هذا موقوف أصح، ولا أعلم أحدا رفعه غير أبي هريرة عن يحيى بن أبي كثير شريك .
وروى معن، عن ، عن مالك أبي سهيل ، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة "أترونها حمراء كناركم هذه لهي أشد سوادا من القار" خرجه ، وخرجه البيهقي ولفظه: البزار وروي موقوفا على "لهي أشد من دخان ناركم هذه سبعين ضعفا" وهو أصح، قاله أبي هريرة . الدارقطني
وقال حدثنا الجوزجاني: عبيد الله الحنفي، حدثنا فرقد بن الحجاج . سمعت عقبة اليماني يقول: سمعت يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبا هريرة "إن وهي سوداء مظلمة لا ضوء لها، لهي أشد سوادا من القطران " نار جهنم أشد حرا من ناركم هذه بتسعة وتسعين جزءا، غريب جدا . [ ص: 487 ] وروى الكديمي عن سهل بن حماد، عن ، عن مبارك بن فضالة عن ثابت، قال: أنس نارا وقودها الناس والحجارة قال: " أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء لا يضيء لهبها" خرجه تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، البيهقي والكديمي ليس بحجة .
وخرج من حديث البزار زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري، عن ، أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر ناركم هذه فقال: "إنها لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وما وصلت إليكم - حتى أحسبه قال -: حتى نضحت بالماء مرتين لتضيء لكم، ونار جهنم سوداء مظلمة" .
وفي حديث عدي بن عدي عن مرفوعا ذكر الإيقاد عليها ثلاثة آلاف عام أيضا، وقال: عمر خرجه "فهي سوداء مظلمة لا يضئ جمرها ولا لهبها" ابن أبي الدنيا ، وقد سبق إسناده والكلام عليه . والطبراني
وروى من طريق ابن أبي الدنيا الحكم بن ظهير - وهو ضعيف -، عن ، عن عاصم عن زر، عبد الله وإذا الجحيم سعرت قال: سعرت ألف سنة حتى ابيضت، ثم ألف سنة حتى احمرت، ثم ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة . الحكم بن ظهير ضعيف، والصحيح رواية عن عاصم كما سبق . وروى أبي هريرة ، عن الأعمش أبي ظبيان ، عن ، قال: النار سوداء مظلمة لا يطفأ جمرها ولا يضيء لهبها، ثم قرأ: سلمان وذوقوا عذاب الحريق [ ص: 488 ] خرجه من طريق البيهقي أحمد بن عبد الجبار، عن أبي معاوية ، عن مرفوعا وقال: رفعه ضعيف . الأعمش
وقال عن أبو جعفر الرازي، ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية : ضرب الله مثلا للكافرين قال: أبي بن كعب أو كظلمات في بحر لجي فهو يتقلب في خمس من الظلم: كلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومسيره إلى الظلمات إلى النار .
وقال أيضا أبو جعفر ، عن : إن الله جعل هذه النار - يعني نار الدنيا - نورا وضياء ومتاعا لأهل الأرض، وإن النار الكبرى سوداء مظلمة مثل القير - نعوذ بالله منها . الربيع بن أنس
وعن قال: جهنم سوداء وماؤها أسود وشجرها أسود وأهلها سود . وقد دل على سواد أهلها قوله تعالى: الضحاك كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وقوله تعالى: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الآية . وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن من عصاة الموحدين من يحترق في النار حتى يصير فحما .
* * *
وقد وصف الله الملائكة الذين على النار بالغلظ والشدة قال الله تعالى: عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [ ص: 489 ] وروى بإسناده عن أبو نعيم ، قال: إن الخازن من خزان جهنم مسيرة ما بين منكبيه سنة; وإن مع كل واحد منهم لعمود له شعبتان من حديد . يدفع به الدفعة فيكب به في النار سبعمائة ألف . كعب
وروى بإسناده عن عبد الله بن الإمام أحمد قال: بلغنا أن الملك من خزنة جهنم ما بين منكبيه مسيرة خريف، فيضرب الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحينا من لدن قرنه إلى قدمه . أبي عمران الجوني
وفي رواية أخرى له قال: بلغنا أن خزنة النار تسعة عشر ما بين منكبي أحدهم مسيرة خريف; وليس في قلوبهم رحمة إنما خلقوا للعذاب .
وروى بإسناده عن الجوزجاني صالح أبي الخليل قال: ليلة أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الله إليه نفرا من الرسل فتلقوه بالفرح والبشر . وفي ناحية المسجد مصل يصلي لا يلتفت إليه; فقام إليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا قد رأيت منه البشر والفرح غير صاحب هذه الزاوية" فقالوا: أما إنه قد فرح بك كما فرحنا . ولكنه خازن من خزان جهنم .
وروى بكر بن خنيس، عن عبد الملك الجسري، عن الحسن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن خازنا من خزان جهنم أشرف على أهل الأرض لمات أهل الأرض مما يرون من تشويه خلقه " مرسل ضعيف . أن