والقسم الثاني: قسم قلبه منفتح للحق؛ يجيب داعيه؛ ويحضر ناديه؛ وهؤلاء ومن سبقهم هم الذين يبشرهم القرآن بالجزاء الأوفى.
والقسم الثالث: اللد؛ وهم الذين يجادلون بغير الحق؛ وهؤلاء ينذرهم القرآن الإنذار الشديد؛ لكيلا يكون لهم عذر في كفرهم؛ ولتقوم الحجة عليهم؛ كما قال (تعالى): وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ؛ وقال (تعالى): وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ؛ واللسان هو اللغة؛ وهي هنا العربية؛ و "اللد "؛ جمع "ألد "؛ وهو الشديد الخصومة؛ ومنه قوله (تعالى): وهو ألد الخصام ؛ وقال الشاعر العربي:
أبيت نجيا للهموم كأنني ... أخاصم أقواما ذوي جدل لدا
ومن شأن أن يكون عقلهم في انحياز جانبي إلى تفكير؛ لا يفتحون عقولهم لما يلقى عليهم؛ فلا يستمعون إلى الحق إذا دعوا؛ [ ص: 4696 ] ويسيرون طريقهم غير مدركين حقا؛ والإنذار يزعج حسهم؛ وربما يهتدون؛ وإلا فهم في طريق الغواية سائرون؛ وإن هؤلاء ربما يمهلهم الله إلى يوم القيامة؛ حيث الحساب؛ ثم العقاب على ما اقترفوا؛ وقد أنذر المشركين بما عصى الذين من قبلهم فأهلكهم الله (تعالى)؛ ولقد قال (تعالى): أهل الجدل والخصومة