فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم   
* * * 
وكما جاء في سورة طه : ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى   . 
هذه القصة الحقيقية في خلق الله سبحانه وتعالى آدم  ، وهي تدل على ثلاثة أمور : أولها : أن الله تعالى كرم آدم  على خلقه من الملائكة والجن بدليل أنه سبحانه أمرهم بالسجود له . 
ثانيها : أن الله تعالى خلقه ووهبه الاستعداد لمعرفة الأشياء ، وبها امتاز على الملائكة ، وبهذا الاستعداد للعلم ، ومعرفته أسماء الأشياء سخر الله تعالى له ما في السماء وما في الأرض ، وذلل له كل ما في الأرض وما في السماء . 
ثالثها : أنه يؤتى من قبل أهوائه وما يغريه ، وأن إبليس له عدو مبين ، وأنه سلط على آدم  ، وسلط على بنيه من بعده ، وأنه موسوس في نفسه ، فهو لا يتصل بحسه ، ولكن يتصل بنفسه . 
ولسنا نقول إن الجن وإبليس ، هما وسوسة النفس ، أو ما يحيك في الصدر ، ولكن نقول إن الجن مخلوقات موجودة ، وإن إبليس موجود مخلوق ، ولكن مع ذلك نقول إن إبليس وذريته من بعده يوسوسون في النفوس بالشر ، وإن كانوا يعجزون عن النفوس المؤمنة الطاهرة . 
 [ ص: 202 ] وإن إبليس وذريته يجيئون إلى النفوس من قبل الشهوات ، والأهواء ، وعلى المؤمن أن يسد مسام الشيطان . 
* * * 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					