وقال لهم قبل وقوعه: قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نـزل الله بها من سلطان .
وقد أنزل الله تعالى بهم عذابين:
أحدهما "الرجس" وهو الضلال الذي أدى إلى هذا الكفر، و"غضب الله" وهو وحده عذاب من الله، وسيؤدي إلى العذاب الذي نزل بهم في الدنيا والآخرة وإنه لقريب; ولذا: فانتظروا إني معكم من المنتظرين
وقد اشتمل كلام هود - عليه السلام - على أمور ثلاثة هي إشارات بيانية:
أولها - قوله: أتجادلونني في أسماء سميتموها فهذا استفهام توبيخي على ما وقعوا من عبادة أشياء لا تنفع ولا تضر.
ثانيها - أنها لا وجود لها في ذاتها إلا أن تكون أحجارا، ليس لها إلا أسماؤهما الباطلة التي سموا بها.
ثالثها - أنه ما أنزل معها بحجة تسوغ عبادتها، أو قوة فيها تكون سلطانا لها، [ ص: 2887 ] وما كان من بعد هذا إلا العقاب، فنزل بهم عذاب ساحق أهلكهم الله تعالى، وأنجى الله تعالى هودا ومن معه من المؤمنين، ولذا قال تعالى: