( اسم ) مخفوض بالباء الزائدة . وقال : وكسرت الباء ليفرق بين ما يخفض وهو حرف لا غير ، وبين ما يخفض وقد يكون اسما نحو الكاف . ويقال : لم صارت الباء تخفض ؟ فالجواب عن هذا وعن جميع حروف الخفض : إن هذه الحروف ليس لها معنى إلا في الأسماء ، ولم تضارع الأفعال فتعمل عملها ، فأعطيت ما لا يكون إلا في الأسماء وهو الخفض ، والبصريون القدماء يقولون : الجر . وموضع الباء وما بعدها عند أبو إسحاق : نصب ، بمعنى : ابتدأت بسم الله الرحمن الرحيم ، أو أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم . وعند البصريين : رفع ، بمعنى : ابتدائي بسم الله . وقال الفراء علي بن حمزة الكسائي : الباء لا موضع لها من الإعراب ، والمرور واقع على مجهول إذا [ ص: 167 ] قلت : مررت بزيد . والألف في " اسم " ألف وصل ؛ لأنك تقول : سمي ؛ فلهذا حذفت من اللفظ ، وفي حذفها من الخط أربعة أقوال : قال : لكثرة الاستعمال . وحكي : لأن الباء لا تنفصل . وقال الفراء : حذفت لأنها ليست من اللفظ . والقول الرابع أن الأصل سم وسم . أنشد الأخفش سعيد أبو زيد :
بسم الذي في كل سورة سمه
بالضم أيضا ، فيكون الأصل سـما ، ثم جئت بالباء فصار " بسم " ، ثم حذفت الكسرة فصار " بسم " ، فعلى هذا القول لم يكن فيه ألف قط ، والأصل في اسم فعل ، لا يكون إلا ذلك ؛ لعلة أوجبته ، وجمعه أسماء ، وجمع أسماء أسامي ، وأضفت اسما إلى الله - جل وعز - ، والألف في " الله " - جل وعز - ألف وصل ، على قول من قال : الأصل : لاه . ومن العرب من يقطعها فيقول : بسم ألله ؛ للزومها كألف القطع .
الرحمن نعت لله تعالى ، ولا يثنى ، ولا يجمع ؛ [ ص: 168 ] لأنه لا يكون إلا لله - جل وعز - ، وأدغمت اللام في الراء ؛ لقربها منها ، وكثرة لام التعريف .
الرحيم نعت أيضا ، وجمعه رحماء ، وهذه لغة أهل الحجاز ، وبني أسد ، وقيس ، وربيعة . وبنو تميم يقولون : رحيم ورغيف وبعير . ولك أن تشم الكسر في الوقف ، وأن تسكن ، والإسكان في المكسور أجود ، والإشمام في المضموم أكثر .
ويجوز النصب في الرحمن الرحيم على المدح ، والرفع على إضمار مبتدأ ، ويجوز خفض الأول ورفع الثاني ، ورفع أحدهما ونصب الآخر .