وإذا لقوا الذين آمنوا    [ 14 ] 
الأصل لقيوا حذفت الضمة من الياء لثقلها ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وقرأ محمد بن السميفع اليماني   ( وإذا لاقوا الذين آمنوا ) والأصل لاقيوا . فإن قيل : لم ضمت الواو من " لاقوا " في الإدراج ، وحذفت من " لقوا " ؟ فالجواب أن قبل الواو التي في لقوا ضمة تدل عليها ، فحذفت لالتقاء الساكنين ، وحركت في " لاقوا " لأن قبلها فتحة ( الذين ) في موضع نصب بالفعل ( آمنوا ) داخل في الصلة ( قالوا آمنا   ) جواب إذا ( وإذا خلوا إلى  [ ص: 191 ] شياطينهم   ) فإن خففت الهمزة ألقيت حركتها على الواو وحذفتها كما يقرأ أهل المدينة   ( شياطينهم ) خفض بإلى ، وهو جمع مكسر ، فلذلك لم تحذف منه النون بالإضافة ، والهاء والميم خفض بالإضافة قالوا إنا معكم  الأصل : " إننا " حذفت منه لاجتماع النونات ( معكم ) نصب بالاستقرار ، ومن أسكن العين جعل " مع " حرفا إنما نحن مستهزئون  مبتدأ وخبر ، فإن خففت الهمزة  فسيبويه  يجعلها بين الهمزة والواو ، وحجته أن حركتها أولى بها ، وزعم  الأخفش  أنه يجعلها ياءا محضة فيقول : ( مستهزيون ) قال  الأخفش   : أفعل في هذا كما فعلت في قوله : " السفهاء ولا " . قال  محمد بن يزيد   : ليس كما قال  الأخفش  ؛ لأن قوله : " السفهاء ألا " لو جئت بها بين بين ؛ كنت تنحو بها نحو الألف ، والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ، فاضطررت إلى قلبها واوا ، وليس كذا " مستهزئون " ، ومن أبدل الهمزة قال : " مستهزون " ، وعلى هذا كتبت في المصحف . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					