ولما ضرب ابن مريم مثلا    [57] 
لم ينصرف مريم  عليها السلام لأنها معرفة واسم مؤنث ، ويجوز أن يكون اسما أعجميا فيكون ذلك علة ، ويجوز أن يكون عربيا مبنيا على مفعل جاء على الأصل من رام يريم ( إذا قومك منه يصدون   ) قراءة  مجاهد   وسعيد بن جبير   وعكرمة   وأبي عمرو   وعاصم   وحمزة  ، ويروى عن  ابن عباس  بكسر الصاد . و ( يصدون ) بالضم قراءة  الحسن  وإبراهيم   وأبي جعفر  وشيبة   ونافع   ويحيى بن وثاب   والكسائي  ، وتروى عن  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه وأبي عبد الرحمن السلمي  وعبيد بن عمير الليثي   . قال  أبو جعفر   : حكى  الكسائي   والفراء  إن يصدون ويصدون لغتان بمعنى واحد ، كما يقال : نم ينم وينم وشد يشد ويشد ، وفرق  أبو عبيد القاسم بن سلام  بينهما فزعم أن  [ ص: 116 ] معنى يصد يضج ومعنى يصد من الصدود عن الحق ، وزعم أنها لو كانت يصد بالضم لكانت إذا قومك عنه يصدون . قال  أبو جعفر   : وفي هذا رد على الجماعة الذين قراءتهم حجة وقد خالف بقوله هذا  الكسائي   والفراء  ، والذي ذكره من الحجة ليس بواجب لأنه يقال : صددت من قوله أي لأجل قوله وعلى هذا معنى الآية -والله جل وعز أعلم- إنما هو "يصدون" من أجل ذلك القول ، وقد يجوز أن يكون مع ذلك الصدود ضجيج فيقول المفسر : معناه يضجون . 
				
						
						
