ويقرأ : ( فتثبتوا ) و " تبينوا " في هذا أوكد ؛ لأن الإنسان قد يتثبت ولا يتبين ، وفي " إذا " معنى الشرط ، وقد يجازى بها كما قال :
وإذا تصبك خصاصة فتجمل
والجيد أن لا يجازي بها ، كما قال :
[ ص: 482 ]
والنفس راغبة إذا رغبتها     وإذا ترد إلى قليل تقنع 
ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا هكذا قرأ ابن عباس ، وأبو عبد الرحمن ، وأبو عمرو بن العلاء ، وعاصم الجحدري . والحديث يدل على ذلك لأنه يروى أن مرداسا الفدكي مر بغالب فقال : " السلام عليكم " ، فقام إليه غالب فقتله وأخذ ماله ، فأنزل الله - جل وعز - : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ومن جيد ما قيل فيه : ما رواه سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : مر المسلمون برجل في غنمه ، فقال : " سلام عليكم " ، فقتلوه وأخذوا غنمه ، فنزلت : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا هكذا الحديث بالألف . وقرأ أهل الحرمين ، وأهل الكوفة : ( لمن ألقى إليكم السلم ) وذلك جائز لأنه إذا سلم فقد ألقى السلم ، والعرب تقول : ألقى فلان إلي السلم ؛ أي انقاد واستسلم . وقال الله - جل وعز - : " وألقوا إلى الله يومئذ السلم " ، وقرأ أبو رجاء : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم ) بكسر السين وإسكان اللام ، وقرأ أبو جعفر : ( لست مؤمنا ) . فعند الله مغانم كثيرة لم تنصرف لأنها جمع لا [ ص: 483 ] نظير له في الواحد . كذلك الكاف في موضع نصب .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					