وقوله - عز وجل -: سيقول السفهاء من الناس   ؛ فيه قولان؛ قيل: يعني به كفار أهل مكة  ؛ وقيل: يعني به اليهود. 
و " السفهاء " ؛ واحدهم " سفيه " ؛ مثل " شهيد " ؛ و " شهداء " ؛ و " عليم " ؛ و " علماء " . وقوله - عز وجل -: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها  ؛ معنى " ما ولاهم " : ما عدلهم عنها؟ يعني قبلة بيت المقدس؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أمر بالصلاة إلى بيت المقدس؛ لأن مكة؛ وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة لحجه؛ فأحب الله - عز وجل - أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه؛ ليظهر من يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ ممن لا يتبعه؛ كما قال الله - عز وجل -: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه  ؛ فامتحن الله ببيت المقدس؛ فيما روي لهذه العلة؛ والله أعلم. وقوله - عز وجل -: قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم  ؛ معناه: حيث أمر الله أن يصلى ويتعبد؛ فهو له؛ وعالم به؛ وهو فيه كما  [ ص: 219 ] قال: وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم  ؛ وكما قال: وهو معكم أين ما كنتم  ؛ وكما قال: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم  وقوله - عز وجل -: إلى صراط مستقيم  ؛ معناه: " طريق مستقيم " ؛ كما يحب الله. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					