الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى رب اجعل لي آية ؛ أي: علامة؛ أعلم بها الوقت الذي تهب له فيه الغلام؛ قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ؛ أي: علامة ذلك أن يمسك لسانك عن الكلام؛ وأنت صحيح سوي؛ وقال - في موضع آخر -: آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ؛ أي: وأنت سوي؛ ومعنى " الرمز " : تحريك الشفتين باللفظ؛ من غير إبانة بصوت؛ إنما هو إشارة بالشفتين؛ وقد قيل: إن الرمز هو إشارة بالعينين؛ أو الحاجبين؛ والفم؛ و " الرمز " ؛ في اللغة: كل ما أشرت به إلى بيان بلفظ؛ أي: بأي شيء أشرت؛ أبفم؛ أم بيد؛ أم بعينين؛ و " الرمز " ؛ و " الترمز " ؛ في اللغة: الحركة والتحرك. وقوله - عز وجل -: وسبح بالعشي والإبكار ؛ قيل: " سبح " : " صل " ؛ ويقال: " فرغت من سبحتي " : من صلاتي؛ وإنما سميت الصلاة " تسبيحا " ؛ لأن التسبيح تعظيم الله؛ وتبرئته من السوء؛ فالصلاة يوحد الله فيها؛ ويحمد؛ ويوصف بكل ما يبرئه من السوء؛ فلذلك سميت الصلاة " السبحة " ؛ و " الإبكار " ؛ يقال فيه: " أبكر الرجل؛ يبكر؛ إبكارا " ؛ و " بكر؛ يبكر؛ تبكيرا " ؛ و " بكر يبكر " ؛ في كل شيء يتقدم فيه؛ وقول الناس فيما تقدم من الثمار: " قد هرف " : خطأ؛ إنما هي كلمة تبطئة؛ وإنما تقول العرب في مثل ذلك: " قد بكر " ؛ ويسمى ما يكون منه " الباكورة " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية