[ ص: 341 ] وقال: (فخلف من بعدهم خلف) إذا قلت "خلف سوء وخلف صدق" فهما سواء. و"الخلف" إنما يريد به الذي بعد ما مضى خلفا كان منه أو لم يكن خلفا إنما يكون يعني به القرن الذي يكون بعد القرن و"الخلف" الذي هو بدل مما كان قبله قد قام مقامه وأغنى غناءه. تقول: "أصبت منك خلفا".
وقال: (يأخذون عرض هذا الأدنى) فأضاف "العرض" إلى "هذا" وفسر "هذا" بـ "الأدنى" وكل شيء فهو عرض سوى الدراهم والدنانير فإنها عين. وما كان غير ذلك فهو عرض وأما "العرض" فهو كل شيء عرض لك تقول: "قد عرض له بعدي عرض" أي: "أصابته بلية وشر" وتقول: "هذا عرضة للشر وعرضة للخير" كل هذا تقوله العرب. وقال: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) وتقول: "أعرض لك الخير وعرض لك الخير" وقال الشاعر: [ النابغة الذبياني ]:
(232) لا أعرفنك معرضا لرماحنا في جف تغلب واردي الأمرار
و"العارض" من السحاب: ما استقبلك وهو قول الله عز وجل: (فلما رأوه عارضا) وأما "الحبي": فما كان من كل ناحية وتقول: "خذوه من عرض الناس" أي: مما وليك منهم، وكذلك "اضرب به عرض الحائط" أي: ما وليك منه وأما "العرض والطول" فإنه ساكن. وأما قوله [ النابغة الذبياني ]: (233) ................... إذا عرضوا الخطي فوق الكواثب