وقال: (والركب أسفل منكم) فجعل "الأسفل" ظرفا ولو شئت قلت: (أسفل منكم) إذا جعلته: (الركب) ولم تجعله ظرفا.
وقال: (ويحيا من حي عن بينة) فألزم الإدغام إذ صار في موضع يلزمه الفتح فصار مثل باب التضعيف. فإذا كان في موضع لا يلزمه الفتح لم يدغم نحو: (بقادر على أن يحيي الموتى) إلا أن تشاء أن تخفي وتكون في زنة متحرك لأنها لا تلزمه لأنك تقول: (يحيي) فتسكن في الرفع وتحذف في الجزم، فكل هذا يمنعه الإدغام. وقال بعضهم: (من حيي عن بينة) ولم يدغم إذا كان لا يدغمه في سائر ذلك. وهذا أقبح الوجهين لأن "حيي" مثل "خشي" لما صارت مثل غير
[ ص: 351 ] التضعيف أجرى الياء الآخرة مثل ياء "خشي". وتقول للجميع "قد حيوا" كما تقول: "قد خشوا" ولا تدغم لأن ياء "خشوا" تعتل ها هنا. وقال الشاعر: [ أبو حزابة ]:
(238) وحي حسبناهم فوارس كهمس حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا
وقد ثقل بعضهم وتركها على ما كانت عليه وذلك قبيح. قال الشاعر: [ عبيد بن الأبرص ]: (239) عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامه
جعلت له عودين من نشم وآخر من ثمامه
(240) إن يكن طبك الدلال فلو في سالف الدهر والسنين الخوالي