فروع منثورة تتعلق بالعموم والخصوص الأول: إذا سيق العام للمدح أو الذم فهل هو باق على عمومه،  فيه مذاهب:  [ ص: 162 ] أحدها: نعم، إذ لا صارف عنه، ولا تنافي بين العموم وبين المدح أو الذم. والثاني: لا، لأنه لم يسق للتعميم، بل للمدح أو الذم. والثالث: وهو الأصح: التفصيل، فيعم إن لم يعارضه عام آخر لم يسق لذلك، ولا يعلم إن عارضه ذلك جمعا بينهما. مثاله، ولا معارض، قوله تعالى: إن الأبرار لفي نعيم  وإن الفجار لفي جحيم   . ومع المعارض قوله: والذين هم لفروجهم حافظون  إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين   . فإنه سيق للمدح، وظاهره يعم الأختين بملك اليمين جمعا، وعارضه في ذلك: وأن تجمعوا بين الأختين  ، فإنه شامل لجمعهما بملك اليمين، ولم يسق للمدح، فحمل الأول على غير ذلك بأن لم يرد تناوله له. ومثاله في الذم: والذين يكنزون الذهب والفضة   . الآية - فإنه سيق للذم، وظاهره يعم الحلي المباح. وعارضه في ذلك حديث  جابر:  ليس في الحلي زكاة، فحمل الأول على غير ذلك. الثاني: اختلف في الخطاب الخاص به - صلى الله عليه وسلم -، نحو: يا أيها النبي  ، يا أيها الرسول  ، هل يشمل الأمة،  فقيل: نعم، لأن أمر القدوة أمر لأتباعه معه عرفا. والأصح في الأصول المنع لاختصاص الصفة به. الثالث: اختلف في الخطاب بـ يا أيها الناس  ، هل يشمل الرسول - صلى الله عليه وسلم ؟   - على مذاهب: أصحها: وعليه الأكثرون: نعم، لعموم الصفة له، أخرج  ابن أبي حاتم  عن  الزهري،  قال: إذا قال الله: يا أيها الذين آمنوا افعلوا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - منهم. والثاني: لا، لأنه ورد على لسانه لتبليغ غيره، ولما له من الخصائص. والثالث: إن اقترن بقل لم يشمله، لظهوره في التبليغ، وذلك قرينة عدم شموله، وإلا فيشمله.  [ ص: 163 ] الرابع: الأصح في الأصول أن الخطاب ب " يا أيها الناس " يشمل الكافر والعبد،  لعموم اللفظ. وقيل: لا يعم الكافر بناء على عدم تكليفه في الفروع، ولا العبد لصرف منافعه لسيده شرعا. الخامس: اختلف في " من " هل يتناول الأنثى، فالأصح: نعم، خلافا للحنفية، لأن قوله تعالى: ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى   - فالتفسير بهما دال على تناول " من " لهما. وقوله: ومن يقنت منكن لله ورسوله   . واختلف في جمع المذكر السالم هل يتناولها، فالأصح لا. وإنما يدخلن فيه بقرينة. أما المكسر فلا خلاف في دخولهن فيه. السادس: اختلف في الخطاب ب " يا أهل الكتاب "، هل يشمل المؤمنين.  فالأصح لا، لأن اللفظ قاصر على من ذكر. وقيل: إن شركوهم في المعنى شملهم وإلا فلا. واختلف في الخطاب ب " يا أيها الذين آمنوا " - هل يشمل أهل الكتاب.  قيل: لا - بناء على أنهم غير مخاطبين بالفروع. وقيل: نعم -، واختاره ابن السمعاني.  وقيل قوله: يا أيها الذين آمنوا خطاب تشريف لا تخصيص. 
				
						
						
