الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2907 268 - حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية: كخ كخ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " كخ كخ "، وهو بفتح الكاف وكسرها وسكون الخاء المعجمة وكسرها، وبالتنوين مع الكسر وبغير تنوين، وهي كلمة يزجر بها الصبيان من المستقذرات، يقال له: كخ، أي اتركها وارم بها، وقال ابن دريد: يقال كخ بكخ كخا إذا نام فقط، وقال الداودي: كلمة أعجمية عربت، وغندر هو /0 محمد بن جعفر /0 ، وقد مر غير مرة.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في كتاب الزكاة في: " باب ما يذكر في الصدقة "، فإنه روي هناك عن آدم عن شعبة، وهنا بينه وبين شعبة اثنان، قال الكرماني: وللمنازع أن ينازع في كون هذه الألفاظ أعجمية، أما السور فلاحتمال أن يكون من باب توافق اللغتين كالصابون، وأما سنه فيحتمل أن يكون أصله حسنة، فحذف من أوله الحاء كما حذف "هد" في قولهم: " كفى بالسيف شا " أي شاهدا، وأما كخ فهو من باب الأصوات، قلت: الكل لا يخلو عن نظر، أما الأول فاحتمال، وبه لا تثبت اللغة، وأما الثاني فلا يجوز الترخيم في أول الكلمة، وأما الثالث فلأنه من أسماء الأفعال، وقال الكرماني: ما مناسبة هذه الأحاديث لكتاب الجهاد؟ فقال: أما الحديث الأول فظاهر؛ لأنه كان في يوم الخندق، وأما الآخران فبالتبعية. قلت: كونه في الخندق لا يستلزم أن يكون متعلقا بأمور الجهاد، أقول: يمكن أن يقال إن للترجمة تعلقا ما بكتاب الجهاد، وهو أن الإمام إذا أمن أهل الحرب بلسانهم ولغتهم يكون ذلك أمانا؛ لأن الله يعلم الألسنة كلها فافهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية