الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2967 43 - حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا بريد ابن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي ، أنا أصغرهم ، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم ، إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين ، أو اثنين وخمسين رجلا من قومي ، فركبنا سفينة ، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ، ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال جعفر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا هاهنا وأمرنا بالإقامة ، فأقيموا معنا ، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا ، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر ، فأسهم لنا ، أو قال : فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه ، قسم لهم معهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " فأسهم لنا " إلى آخره ، وبريد بضم الباء الموحدة ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، يكنى أبا بردة الكوفي ، يروي عن جده أبي بردة ، واسمه عامر ، وقيل : الحارث ، وهو يروي عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري مقطعا في الخمس ، وفي هجرة الحبشة ، وفي المغازي ، عن أبي كريب ، وأخرجه مسلم في الفضائل عن أبي كريب ، وأبي عامر عبد الله بن براد كلاهما عن أبي أسامة عنه به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مخرج النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " لفظ مخرج مصدر ميمي بمعنى الخروج مرفوع ; لأنه فاعل بلغنا ، وهو بفتح الغين والواو في ونحن باليمن للحال . قوله : " مهاجرين " نصب على الحال . قوله : " أبو بردة " بضم الباء الموحدة ، واسمه عامر بن قيس الأشعري ، وقال أبو عمر : حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون " . قوله : " أبو رهم " بضم الراء ابن قيس الأشعري ، وقال أبو عمر : كانوا أربع إخوة أبو موسى وأبو بردة وأبو رهم ومجدي . وقيل : أبو رهم اسمه مجدي بنو قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن غنم بن عدي بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد .

                                                                                                                                                                                  قالت العلماء : في معنى هذا الحديث تأويلات أحدها ما روي عن موسى بن عقبة : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم استطاب قلوب الغانمين بما أعطاهم كما فعل في سبي هوازن . الثاني : إنما أعطاهم مما لم يفتح بقتال . الثالث : إنما أعطاهم من الخمس الذي حكمه حكم الفيء ، وله أن يضعه باجتهاده حيث شاء ، وقال الكرماني : ميل البخاري إلى الأخير بدليل الترجمة ، وبدليل أنه لم ينقل أنه استأذن من المقاتلين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية