الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2984 60 - حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه ، فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم رآه ولم ينكر عليه ، فإن قلت : قال : فنزوت لآخذه وليس فيه أنه أخذه حتى يتأتى عدم الإنكار ، قلت : جاء في رواية سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال : أصبت جرابا من شحم يوم خيبر ، قال : فالتزمته ، فقلت : لا أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا . رواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة .

                                                                                                                                                                                  وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، وعبد الله بن مغفل بالغين المعجمة والفاء .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي ، وفي الذبائح عن أبي الوليد ، وفي المغازي أيضا عن عبد الله بن محمد ، وأخرجه مسلم في المغازي عن بندار عن سليمان بن المغيرة ، وأخرجه أبو داود في الجهاد عن موسى بن إسماعيل والقعنبي ، وأخرجه النسائي في الذبائح عن يعقوب بن إبراهيم .

                                                                                                                                                                                  قوله " بجراب " هو المزود ، وقال القزاز : هو بفتح الجيم وهو وعاء من جلود ، وفي غرائب المدونة : هو بكسر الجيم وفتحها ، وقال صاحب المنتهى : الجراب بالكسر والعامة تفتحه وجمعه أجربة ، وجرب بإسكان الراء وفتحها ، قوله " فنزوت " بالنون والزاي أي وثبت مسرعا ، قوله " فإذا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " أي هناك ونحوه لأن كلمة إذا التي للمفاجأة تقع بعدها الجملة ، قوله " فاستحييت منه " أي من النبي صلى الله عليه تعالى وسلم أراد أنه استحيى منه من فعل ذلك .

                                                                                                                                                                                  وفيه إشارة إلى ما كانوا عليه من توقير النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومن الإعراض عن خوارم المروءة ، وفيه جواز أكل الشحوم التي توجد عند اليهود وكانت محرمة عليهم وكرهها مالك وعنه تحريمها ، وكذا عن أحمد رضي الله تعالى عنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية