3813 82 - حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار ، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك ، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه ، وكان في حصن له بأرض الحجاز ، فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم ، فقال عبد الله لأصحابه : اجلسوا مكانكم ، فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل ! فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة ، وقد دخل الناس ، فهتف به البواب : يا عبد الله ، إن كنت تريد أن تدخل فادخل ، فإني أريد أن أغلق الباب ! فدخلت فكمنت ، فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد . قال : فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب ، وكان أبو رافع يسمر عنده ، وكان في علالي له ، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه ، فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل . قلت : إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله ! فانتهيت إليه ، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت ، فقلت : يا أبا رافع ! قال : من هذا ؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش ، فما أغنيت شيئا ، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ، ثم دخلت إليه فقلت : ما هذا الصوت يا أبا رافع ؟ فقال : لأمك الويل ! إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف ! قال : فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله ، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته ، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له ، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض ، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي ، فعصبتها بعمامة ، ثم انطلقت حتى جلست على الباب ، فقلت : لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته ! فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال : أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز ! فانطلقت إلى أصحابي فقلت : النجاء ! [ ص: 136 ] فقد قتل الله أبا رافع - فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته ، فقال لي : ابسط رجلك . فبسطت رجلي فمسحها ، فكأنها لم أشتكها قط .


