الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3873 135 - حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا أبو إسحاق ، عن حميد ، سمعت أنسا رضي الله عنه يقول : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة ، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم ، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال :


                                                                                                                                                                                  اللهم إن العيش عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره

                                                                                                                                                                                  فقالوا مجيبين له :


                                                                                                                                                                                  نحن الذين بايعوا محمدا     على الجهاد ما بقينا أبدا



                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبد الله بن محمد المسندي ، ومعاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي البغدادي أصله من الكوفة ، روى عنه البخاري في الجمعة وروى عنه هنا بالواسطة . وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في أوائل الجهاد في باب التحريض على القتال بعين هذا الإسناد والمتن ، ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله " مجيبين له " ; أي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ومجيبين نصب على الحال .

                                                                                                                                                                                  قوله " بايعوا " صلة " الذين " ، فباعتباره ذكر بصيغة الماضي للجمع الغائبين ، ولو كان باعتبار لفظ " نحن " لقيل بايعنا ، وقال بعضهم : " الذين بايعوا " هو صفة " الذين " لا صفة " نحن " . قلت : هذا تصرف عجيب ، وليس كذلك ، والصواب ما قلناه ، وفيه إنشاد الشعر تنشيطا في العمل وبذلك جرت عادتهم في الحروب ، وأكثر ما يستعملون في ذلك الرجز .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية