الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3972 230 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة رضي الله عنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ، وكان رمدا ، فقال : أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلحق به ، فلما بتنا الليلة التي فتحت قال : لأعطين الراية غدا أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله ، يفتح عليه ، فنحن نرجوها ، فقيل : هذا علي فأعطاه ففتح عليه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وقد تكرر ذكر رجاله ، والحديث مر في الجهاد في باب ما قيل في لواء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وكان رمدا " بفتح الراء وكسر الميم ، وفي رواية ابن أبي شيبة : " أرمد " ، وفي رواية جابر عند الطبراني في الصغير : " ارمد " بتشديد الدال ، وفي حديث ابن عمر عند أبي نعيم في الدلائل : " أرمد لا يبصر " ، قوله : " فقال : أنا أتخلف " كأنه أنكر على نفسه تأخره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قوله : " فلحق به " أي بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فيحتمل أن يكون لحق به في الطريق ، ويحتمل أن يكون بعد الوصول إلى خيبر ، قوله : " أو ليأخذن الراية " شك من الراوي ، قوله : " رجل " فاعل ليأخذن ، قوله : " يحبه الله ورسوله " صفة الرجل ، والراية : العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع صاحب الجيش ، وقد يحمله أمير الجيش ، وربما يدفعه إلى مقدم العسكر ، وقد صرح جماعة من أهل اللغة بأن الراية والعلم مترادفان ، لكن روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض، ومثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن أبي عدي عن أبي هريرة ، وزاد مكتوب فيه : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قوله : " فنحن نرجوها " أي نرجو الراية أن تدفع إلينا ، أراد أن كل واحد منهم كان يرجو ذلك . قوله : " فقيل هذا علي " أي قد حضر ، قوله : " ففتح عليه " فيه اختصار ، أي فلما حضر أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فتقدم بها وقاتل ففتح الله على يديه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية