الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3994 252 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، قال : أخبرني زيد ، عن أبيه : أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس ببانا ليس لهم شيء ما فتحت علي قرية إلا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ، ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " كما قسم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خيبر " ، ومحمد بن جعفر ابن أبي كثير ، وزيد هو ابن أسلم مولى عمر رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ببانا " بفتح الباء الموحدة الأولى ، وتشديد الثانية وبالنون معناه شيئا واحدا ، وقال الخطابي : ولا أحسب هذه اللفظة عربية ، ولم أسمعها في غير هذا الحديث ، وقال الأزهري : بل هي لغة صحيحة ، لكنها غير فاشية ، وقال صاحب العين : يقال هم على ببان واحد ، أي : على طريقة واحدة ، وقال ابن فارس : هم على ببان واحد أي شيء واحد ، وقال الجوهري : هو فعلان ، وقال أبو سعيد الضرير : ليس في كلام العرب بيان ، وإنما هو ببان بفتح الباء الموحدة وتشديد الياء آخر الحروف ، قال ابن الأثير : ببائين موحدتين ، وهو الصحيح ، وقال الطبري : المعنى : لولا أن أتركهم فقراء معدمين لا شيء لهم أي متساويين في الفقر ، ويقال : معناه لولا أترك الذين هم من بعدنا فقراء مستويين في الفقر لقسمت أراضي القرى المفتوحة بين الغانمين ، لكني ما قسمتها ، بل جعلتها وقفا مؤبدا ، تركتها كالخزانة لهم يقتسمونها كل وقت إلى يوم القيامة ، وغرضه أني لا أقسمها على الغانمين كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا إلى المصلحة العامة للمسلمين ، وذلك كان بعد استرضائه لهم ، كما فعل عمر بن الخطاب بأرض العراق ، وقال ابن الأثير : معناه لأسوين بينهم في العطاء حتى يكونوا واحدا ، لا فضل لأحد على غيره ، قوله : " خزانة يقتسمونها " أي يقتسمون خراجها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية