الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4014 272 - حدثنا أحمد بن واقد ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال : أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ، وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأحمد بن واقد هو أحمد بن عبد الملك بن واقد بالقاف والدال المهملة ، أبو يحيى الحراني ، وقد نسبه البخاري هنا إلى جده ، وهو من أفراده ، وحميد بن هلال بن هبيرة العدوي البصري .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجنائز عن أبي معمر ، وفي الجهاد عن يوسف بن يعقوب الصفار ، وفي علامات النبوة عن سليمان بن حرب ، وفي فضل خالد عن أحمد بن واقد أيضا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " نعى زيدا " أي : أخبر بقتله ، قوله : " ثم أخذ جعفر " أي : الراية ، قوله : " ثم أخذ ابن رواحة " وهو عبد الله بن رواحة ، قوله : " وعيناه " الواو فيه للحال ، قوله : " تذرفان " بالذال المعجمة والراء المكسورة ، أي : تدفعان الدموع ، قوله : " سيف من سيوف الله " أراد به خالد بن الوليد ، فمن يومئذ سمي خالد سيف الله ، وفيه جواز الإعلام بموت الميت ، ولا يكون ذلك من النعي المنهي عنه ، وفيه جواز تعليق الإمارة بشرط ، وجواز تولية عدة أمراء بالترتيب ، واختلفوا هل تنعقد تولية الثاني في الحال أم لا ؟ وفيه جواز التأمير بغير مؤمر وقال الطحاوي : هذا أصل يؤخذ منه أن على المسلمين أن يقدموا رجلا إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر ، وفيه جواز الاجتهاد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه علم ظاهر من أعلام النبوة ، وفيه فضيلة تامة لخالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية