2178 ص: وقد رويت في ذلك آثار عن جماعة من المتقدمين.
ثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة ، عن توبة العنبري، قال: "قال لي الشعبي: أرأيت الحسن حين يجيء وقد خرج الإمام فيصلي، عمن أخذا هذا؟ لقد رأيت شريحا إذا جاء وقد خرج الإمام لم يصل".
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، قال: أخبرني عقيل ، عن ابن شهاب: "في الرجل يدخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب قال: يجلس ولا يسبح".
حدثنا أحمد بن الحسن، قال: ثنا علي بن عاصم ، عن خالد الحذاء: "أن أبا قلابة الجزمي جاء يوم الجمعة والإمام يخطب فجلس ولم يصل".
حدثنا روح بن الفرج -رحمه الله-، قال: ثنا عبد الله بن محمد الفهمي، قال: أنا ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن أبي المصعب ، عن عقبة بن عامر قال: "الصلاة والإمام على المنبر معصية".
حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب، قال: أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي: "أن جلوس الإمام على المنبر يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام، وقال: إنهم كانوا يتحدثون حين يجلس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر حتى يسكت المؤذن، فإذا قام عمر - رضي الله عنه - على المنبر لم يتكلم أحد حتى يقضي خطبتيه كلتيهما، ثم إذا نزل عمر - رضي الله عنه - عن المنبر وقضى خطبتيه تكلموا".
[ ص: 49 ] حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا إسماعيل بن الخليل، قال: ثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة قال: "رأيت عبد الله بن صفوان بن أمية دخل المسجد يوم الجمعة، وعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - يخطب على المنبر، وعليه إزار ورداء ونعلان وهو معتم بعمامة، فاستلم الركن، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم جلس ولم يركع".
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم قال: "قيل لعلقمة: أتتكلم والإمام يخطب أو قد خرج الإمام؟ قال: لا. قال: فقال له رجل: أقرأ حزبي والإمام يخطب؟ قال: عسى أن يضرك ولعلك أن لا يضرك".
حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا عطاء قال: "كان ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - يكرهان الكلام والصلاة إذا خرج الإمام يوم الجمعة".
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم ، عن سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد: "أنه كره أن يصلى والإمام يخطب".
فقد روينا في هذه الآثار أن خروج الإمام يقطع الصلاة، وأن عبد الله بن صفوان جاء وعبد الله بن الزبير يخطب فجلس فلم يركع، فلم ينكر عليه عبد الله بن الزبير ولا من كان بحضرته من أصحاب رسول الله - عليه السلام - وتابعيهم، ثم قد كان شريح يفعل ذلك، ورواه الشعبي واحتج به على من خالفه، وشد ذلك من الرواية عن رسول الله - عليه السلام - ما قدمنا ذكره، ثم النظر الصحيح ما قد وصفنا، فلا ينبغي ترك ما قد ثبت كذلك إلى غيره.


