4088 ص: وقال آخرون: كان النبي بالحديبية   -عليه السلام- وهو يقدر على دخول الحرم،  قالوا: ولم يكن صد إلا عن البيت،  واحتجوا في ذلك بما حدثنا  ابن أبي داود  ، قال: ثنا سفيان بن بشر [الكوفي]  ، قال: ثنا  يحيى بن أبي زائدة  ، عن  محمد بن إسحاق  ، عن  الزهري  ، عن  عروة  ، عن  المسور: "  ، أن رسول الله -عليه السلام- كان بالحديبية  ، خباؤه في الحل ومصلاه في الحرم".   . 
فثبت بما ذكرنا أن النبي -عليه السلام- لم يكن صد عن الحرم،  ، وأنه قد كان يصلي إلى بعضه، ولا يجوز في قول أحد من العلماء لمن قدر على دخول شيء من الحرم  ، أن ينحر هديه دون الحرم،   . فلما ثبت بالحديث الذي ذكرنا أن النبي – عليه السلام- كان يصلي إلى بعض الحرم؛  استحال أن يكون نحر الهدي في غير الحرم؛  ؛ لأن الذي يبيح الهدي في غير الحرم   ، إنما يبيحه في حال الصد عن الحرم  لا في حال القدرة على 
 [ ص: 167 ] دخوله، فانتفى بما ذكرنا أن يكون النبي -عليه السلام- نحر الهدي في غير الحرم،  ، وهذا قول أبي حنيفة   5 وأبي يوسف   5 ومحمد   -رحمهم الله-. 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					