4350 4351 4352 ص: ثم قد روي عن علي -رضي الله عنه- دفع ذلك والتنبيه على فساده بمعنى لطيف حسن:
حدثنا روح بن الفرج ، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال: حدثني الليث ، قال: حدثني معمر بن أبي حيية ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، قال: "تذاكر أصحاب رسول الله -عليه السلام- عند عمر -رضي الله عنه- العزل ، فاختلفوا فيه، فقال عمر: : قد اختلفتم وأنتم أهل بدر الأخيار فكيف بالناس بعدكم؟! إذ تناجى رجلان، فقال عمر : -رضي الله عنه- ما هذه المناجاة؟ قالا: إن اليهود تزعم أنها الموءودة
[ ص: 393 ] الصغرى، فقال علي : -رضي الله عنه-: إنها لا تكون موءودة حتى تمر بالتارات السبع ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين إلى آخر الآية".
حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال: ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر بن أبي حيية قال: سمعت عبيد بن رفاعة الأنصاري ، قال: "تذاكر أصحاب رسول الله -عليه السلام- العزل ... " ، ثم ذكر مثله وزاد: "تعجب عمر من قوله، وقال: جزاك الله خيرا".
فأخبر علي -رضي الله عنه- أنه لا موءودة ، إلا ما قد نفخ فيه الروح قبل ذلك، وأما ما لم ينفخ فيه الروح فإنما هو موات غير موءودة. .
وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضا نظير ما قد ذكرنا عن علي -رضي الله عنه-:
حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان ، قال: ثنا الأعمش ، عن أبي الوداك: " أن قوما سألوا ابن عباس عن العزل، ، فذكر مثل كلام علي سواء". .
فهذا علي 5 وابن عباس -رضي الله عنهم- قد اجتمعا في هذا على ما ذكرنا، وتابع عليا على ما قال عمر -رضي الله عنه- ومن كان بحضرتهما من أصحاب رسول الله -عليه السلام-، ففي هذا دليل أن العزل غير مكروه من هذه الجهة.


