14609 [ ص: 194 ] 6349 - (15027) - (3 \ 376 - 377) عن جابر بن عبد الله ، قال : لما استقبلنا وادي حنين ، قال : انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط ، إنما ننحدر فيه انحدارا ، قال : وفي عماية الصبح ، وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أحنائه ومضايقه ، قد أجمعوا وتهيؤوا وأعدوا ، قال : فوالله ! ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد ، وانهزم الناس راجعين ، فاستمروا لا يلوي أحد منهم على أحد .
وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ، ثم قال : " إلي أيها الناس ، هلموا إلي ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله " . قال : فلا شيء ، احتملت الإبل بعضها بعضا ، فانطلق الناس ، إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير ، ثبت معه صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، وابنه الفضل بن عباس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وأيمن بن عبيد ، وهو ابن أم أيمن ، وأسامة بن زيد .
قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر ، في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس ، وهوازن خلفه ، فإذا أدرك ، طعن برمحه ، وإذا فاته الناس ، رفع لمن وراءه فاتبعوه .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال : بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع ، إذ هوى له علي بن أبي طالب ، ورجل من الأنصار يريدانه ، قال : فيأتيه علي من خلفه ، فضرب عرقوبي الجمل ، فوقع على عجزه ، ووثب الأنصاري على الرجل ، فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه ، فانجعف عن رحله ، واجتلد الناس ، فوالله ! ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .


