الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14921 6422 - (15346) - (3 \ 405) عن عمارة بن غزية ، حدثنا الربيع بن سبرة الجهني ، عن أبيه ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، فأقمنا خمس عشرة من بين ليلة ويوم . قال : قال : فأذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتعة . قال : وخرجت أنا وابن عم لي في أسفل مكة ، أو قال : في أعلى مكة ، فلقيتنا فتاة من بني عامر بن صعصعة كأنها البكرة العنطنطة . قال : وأنا قريب من الدمامة ، وعلي برد جديد غض ، وعلى ابن عمي برد خلق . قال : فقلنا لها : هل لك أن يستمتع منك أحدنا ؟ قالت : وهل يصلح ذلك ؟ قال : قلنا : نعم . قال : فجعلت تنظر إلى ابن عمي ، فقلت لها : إن بردي هذا جديد غض ، وبرد ابن عمي هذا خلق مح . قالت : برد ابن عمك هذا لا بأس به . قال : فاستمتع منها ، فلم نخرج من مكة حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


* "قوله : "فتاة " : أي : شابة .

* "البكرة " : - بفتح فسكون - ; أي : الفتية من الإبل ; أي الشابة القوية .

* "العنطنطة " : هي - بعين مهملة مفتوحة وبنونين الأولى مفتوحة ، وبطاءين مهملتين - ; كذا قال النووي .

[ ص: 245 ] قلت : وقد ضبط - بفتح النون الثانية ، وسكون الطاء الأولى - ، وهي الطويلة العنق في اعتدال وحسن قوام .

* "قال : وأنا قريب " : هذا عكس ما في "صحيح مسلم " ، ففيه : وهو قريب من الدمامة ، وكذا ذكر عامر القصة بعد هذا على عكس ما ها هنا ، والدمامة - بفتح الدال المهملة - : هي القبح في الصورة .

* "خلق " : - بفتحتين - ; أي : قريب من البالي .

* "مح " : - بفتح ميم وحاء مهملة مشددة - ، وهو البالي ، ومنه مح الكتاب : إذا بلي ودرس .

* * *




الخدمات العلمية