النوع الثامن والأربعون
معرفة من ذكر بأسماء مختلفة أو نعوت متعددة
فظن من لا خبرة له بها أن تلك الأسماء أو النعوت لجماعة متفرقين
هذا فن عويص، والحاجة إليه حاقة، وفيه إظهار تدليس المدلسين، فإن أكثر ذلك إنما نشأ من تدليسهم . وقد صنف وغيره في ذلك . عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري
مثاله : صاحب التفسير، هو محمد بن السائب الكلبي الذي روى عنه أبو النضر حديث محمد بن إسحاق بن يسار تميم الداري وعدي بن بداء، وهو حماد بن السائب ، الذي روى عنه حديث: أبو أسامة وهو " ذكاة كل مسك دباغه " أبو سعيد الذي يروي عنه التفسير يدلس به موهما أنه عطية العوفي أبو سعيد الخدري.
ومثاله أيضا: سالم الراوي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهم - هو وعائشة سالم أبو عبد الله المديني ، وهو سالم مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، وهو سالم مولى شداد بن الهاد النصري ، وهو في بعض الروايات مسمى بسالم مولى النصريين ، وفي بعضها بسالم مولى المهري، وهو في بعضها سالم سبلان، وفي بعضها أبو عبد الله مولى شداد بن الهاد، وفي بعضها سالم أبو عبد الله الدوسي، وفي بعضها سالم مولى دوس ، ذكر ذلك كله عبد الغني بن سعيد.
قلت : يروي في كتبه، عن والخطيب الحافظ وعن أبي القاسم الأزهري، عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، والجميع شخص واحد من مشايخه .
وكذلك يروي عن الحسن بن محمد الخلال، وعن الحسن بن أبي طالب، وعن أبي محمد الخلال، والجميع عبارة عن واحد .
ويروي أيضا عن أبي القاسم التنوخي، وعن علي بن المحسن، وعن القاضي أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، وعن علي بن أبي علي المعدل، والجميع شخص واحد ، وله من ذلك الكثير، والله أعلم .
النوع التاسع والأربعون
معرفة المفردات الآحاد من أسماء الصحابة
ورواة الحديث والعلماء وألقابهم وكناهم
هذا نوع مليح عزيز يوجد في كتب الحفاظ المصنفة في الرجال مجموعا مفرقا في أواخر أبوابها وأفرد أيضا بالتصنيف، وكتاب أحمد بن هارون البرديجي البرذعي ، المترجم "بالأسماء المفردة" من أشهر كتاب في ذلك ، ولحقه في كثير منه اعتراض واستدراك من غير واحد من الحفاظ، منهم أبو عبد الله بن بكير .
فمن ذلك ما وقع في كونه ذكر أسماء كثيرة على أنها آحاد، وهي مثان ومثالث، وأكثر من ذلك - وعلى ما فهمناه من شرطه - لا يلزمه ما يوجد من ذلك في غير أسماء الصحابة والعلماء ورواة الحديث.
ومن ذلك أفراد ذكرها اعترض عليه فيها بأنها ألقاب لا أسامي، منها الأجلح الكندي ، إنما هو لقب لجلحة كانت به، واسمه يحيى، ويحيى كثير .
ومنها صغدي بن سنان ، اسمه وصغدي لقب، ومع ذلك فلهم صغدي غيره . وليس يرد هذا على ما ترجمت به هذا النوع. عمر،
[ ص: 1111 ] [ ص: 1112 ] [ ص: 1113 ]