ذكر نظر الله جل وعلا بالرأفة والرحمة إلى الموطن المكان في المسجد للخير والصلاة 
 1607  - أخبرنا عبد الله بن محمد ،  حدثنا  إسحاق بن إبراهيم  ، أخبرنا  عثمان بن عمر ،  حدثنا  ابن أبي ذئب  ، عن  سعيد المقبري  ، عن  سعيد بن يسار  ، عن  أبي هريرة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يوطن الرجل المسجد للصلاة أو لذكر الله إلا تبشبش  [ ص: 485 ] الله به كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم غائبهم   . 
قال  أبو حاتم   : العرب إذا أرادت وصف شيئين متباينين على سبيل التشبيه أطلقتهما معا بلفظ أحدهما ، وإن كان معناهما في الحقيقة غير سيين ، كما قال  أبو هريرة   : كان طعامنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسودان التمر والماء ،  [ ص: 486 ] فأطلقهما جميعا بلفظ أحدهما عند التثنية ، وهذا كما قيل : عدل العمرين ، فأطلقا معا بلفظ أحدهما ، فتبشبش الله جل وعلا لعبده الموطن المكان في المسجد للصلاة والخير ، إنما هو نظره إليه بالرأفة والرحمة والمحبة لذلك الفعل منه ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله تعالى : من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، يريد به : من تقرب مني شبرا بالطاعة ووسائل الخير تقربت منه ذراعا بالرأفة والرحمة ، ولهذا نظائر كثيرة سنذكرها في موضعها من هذا الكتاب إن يسر الله ذلك وسهله . 
				
						
						
