ذكر تفضل الله جل وعلا على من قتل من أجل ماله إذا تعدي عليه بكتبة الشهادة له 
 3193  - أخبرنا  الحسين بن محمد بن أبي معشر  قال : حدثنا أيوب بن محمد الوزان  قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ،  قال : حدثنا  عبيد الله بن عمرو  عن  زيد بن أبي أنيسة  عن القاسم بن عوف  عن  علي بن حسين  قال :  [ ص: 466 ] حدثتنا أم سلمة  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو في بيتها وعنده نفر من أصحابه إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله كم صدقة كذا وكذا من التمر ؟ قال : كذا وكذا . قال الرجل : فإن فلانا تعدى علي ، وأخذ مني كذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فكيف إذا سعى عليكم من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي ؟ فخاض القوم في ذلك ، فقال الرجل منهم : فكيف بنا يا رسول الله إذا كان الرجل منا غائبا في إبله وماشيته وزرعه ونخله ، فأدى زكاة ماله ، فتعدي عليه الحق ، فكيف يصنع يا رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه يريد بها وجه الله والدار الآخرة ، ثم لم يغيب منها شيئا ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة فتعدى عليه الحق ، فأخذ سلاحه ، فقاتل فقتل ، فهو شهيد   . 
قال  أبو حاتم  رضي الله عنه : معنى هذا الخبر إذا تعدي  [ ص: 467 ] على المرء في أخذ صدقته ، أو ما يشبه هذه الحالة ، وكان معه من المسلمين الذي يواطئونه على ذلك ، وفيهم كفاية بعد أن لا يكون قصدهم الدنيا ، ولا شيئا منها دون إلقاء المرء نفسه إلى التهلكة . إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال  لأبي ذر   : اسمع وأطع ولو عبدا حبشيا مجدعا . وقال صلى الله عليه وسلم : من حمل علينا السلاح فليس منا . 
				
						
						
