ذكر وصف حجة المصطفى صلى الله عليه وسلم 
 3943  - أخبرنا  أبو يعلى  قال : حدثنا  العباس بن الوليد النرسي  قال : حدثنا  وهيب بن خالد  قال : حدثنا  جعفر بن محمد  ، عن  أبيه  ، عن  جابر بن عبد الله  ، قال : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا بالمدينة  ، لم يحج ، ثم أذن في الناس بالخروج ، فلما جاء ذا الحليفة  صلى بذي الحليفة  ، وولدت أسماء بنت عميس  محمد بن أبي بكر  ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغتسلي ، واستثفري بثوب وأهلي ، قال : ففعلت ، فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر البيداء  ، أهل وأهللنا ، لا نعرف إلا الحج ، وله خرجنا ،  [ ص: 251 ] ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، والقرآن ينزل عليه ، وهو يعرف تأويله ، وإنما يفعل ما أمر به . 
قال  جابر   : فنظرت بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي مد بصري ، والناس مشاة وركبان ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك . 
فلما قدمنا مكة  ، بدأ ، فاستلم الركن  ، ثم سعى ثلاثة أطواف ، ومشى أربعا ، فلما فرغ من طوافه ، انطلق إلى المقام  ، فقال : قال الله : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى   . فصلى خلف مقام إبراهيم  ركعتين ، ثم انطلق إلى الركن  فاستلمه ، ثم انطلق إلى الصفا  ، فقال : نبدأ بما بدأ الله به : إن الصفا والمروة من شعائر الله  ، فرقي على الصفا  حتى بدا له البيت  ، فكبر ثلاثا ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، ثلاثا ، ثم دعا ، ثم هبط من الصفا  ، فمشى حتى إذا تصوبت قدماه في بطن المسيل  سعى حتى إذا صعدت قدماه من بطن المسيل  ، مشى إلى المروة  ، فرقي على المروة  حتى بدا له البيت  ، فقال مثل ما قال على الصفا  ، فطاف سبعا ، وقال : من لم يكن معه هدي ، فليحل ، ومن كان معه هدي  [ ص: 252 ] فليقم على إحرامه ، فإني لولا أن معي هديا لتحللت ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لأهللت بعمرة . 
قال : وقدم  علي  من اليمن  ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : بأي شيء أهللت يا  علي  ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك ، قال : فإن معي هديا ، فلا تحل ، قال  علي   : فدخلت على فاطمة  وقد اكتحلت ، ولبست ثياب صبغ ، فقلت : من أمرك بهذا ؟ فقالت لي : أمرني أبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فكان  علي  يقول بالعراق   : فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة  مستثبتا في الذي قالت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت ، أنا أمرتها ، قال : ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة من ذلك بيده ثلاثا وستين ، ونحر  علي  ما غبر ، ثم أخذ من كل بدنة قطعة فطبخ جميعا ، فأكلا من اللحم ، وشربا من المرق ، فقال سراقة بن مالك بن جعشم   : ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : لا ، بل للأبد ، دخلت العمرة في الحج ، وشبك بين أصابعه   . 
قال  أبو حاتم  رضي الله عنه : العلة في نحر المصطفى صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين بدنة بيده دون ما وراء هذا العدد أن له في ذلك اليوم كانت ثلاثا وستين سنة ، ونحر لكل سنة من سنيه بدنة بيده ، وأمر  عليا  بالباقي ، فنحرها . 
				
						
						
