[ ص: 356 ]  [ ص: 357 ] ذكر الإباحة للإمام قبول الهدايا من المشركين إذا طمع في إسلامهم . 
 4504  - أخبرنا  محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف  قال : حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة  قال : حدثنا  علي بن بحر  قال : حدثنا  مروان بن معاوية الفزاري  قال : حدثنا  حميد  عن  أنس بن مالك  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر  وله الجنة ؟ فقال رجل من القوم : وإن لم أقتل ؟ قال : وإن لم تقتل ، فانطلق الرجل  [ ص: 358 ] به فوافق قيصر  وهو يأتي بيت المقدس  ، قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره ، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى ، فلما انتهى قيصر  إلى الكتاب أخذه ، ثم دعا رأس الجاثليق ، فأقرأه ، فقال : ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك . 
فنادى قيصر   : من صاحب الكتاب ؟ فهو آمن ، فجاء الرجل ، فقال : إذا أنا قدمت فأتني ، فلما قدم أتاه ، فأمر قيصر  بأبواب قصره فغلقت ، ثم أمر مناديا ينادي : ألا إن قيصر  قد اتبع محمدا  صلى الله عليه وسلم وترك النصرانية ، فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره ، فقال لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد ترى أني خائف على مملكتي ، ثم أمر مناديا فنادى : ألا إن قيصر  قد رضي عنكم ، وإنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا ، فانصرفوا ، وكتب قيصر  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني مسلم وبعث إليه بدنانير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ الكتاب : كذب عدو الله ، ليس بمسلم ، وهو على النصرانية ، وقسم الدنانير   . 
 
				
 
						 
						

 
					 
					