[ ص: 114 ] غزوة بدر 
 4793  - أخبرنا  أحمد بن علي بن المثنى  قال : حدثنا  أبو خيثمة  قال : حدثنا  عمر بن يونس  ، قال : أخبرنا  عكرمة بن عمار  قال : حدثنا  أبو زميل  ، قال : حدثني  عبد الله بن عباس  قال : حدثني  عمر بن الخطاب  ، قال : لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ، ثم مد يديه ، فجعل يهتف ربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آتني ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ، فما زال يهتف ربه جل وعلا مادا يديه مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبه ، صلى الله عليه وسلم ، فأتاه  أبو بكر  رضوان الله عليه ، فأخذ رداءه ، وألقاه على منكبه ، ثم التزمه من ورائه ، فقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك ؛ فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين  فأمده الله بالملائكة . 
 [ ص: 115 ] قال  أبو زميل   : حدثني  ابن عباس  قال : بينما رجل من المسلمين يومئذ يشد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس فوقه يقول : أقدم حيزوم ، إذ نظر إلى المشرك أمامه خر مستلقيا ، فنظر إليه ، فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة سوط ، فاخضر ذاك أجمع ، فجاء الأنصاري ، فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم : صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة ، فقتلوا يومئذ سبعين ، وأسروا سبعين . 
قال  ابن عباس   : فلما أسروا الأسارى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  لأبي بكر  ،  وعلي  ،  وعمر   : ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ 
قال  أبو بكر   : يا نبي الله ، هم بنو العم والعشيرة أرى أن نأخذ منهم فدية ، تكون لنا قوة على الكفار ، وعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا  ابن الخطاب  ؟ قلت : لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى  أبو بكر  ، ولكني أرى أن تمكننا ، فنضرب أعناقهم ، فتمكن  عليا  من عقيل  ، فيضرب عنقه ، وتمكنني من فلان ، فأضرب عنقه ؛ نسيب كان  لعمر  ؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال  أبو بكر  ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان الغد جئت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأبو بكر  قاعدان يبكيان ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ، فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم  [ ص: 116 ] الفداء ، وأنزل الله ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض  إلى قوله : فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا  فأحل الله الغنيمة   . 
				
						
						
