ذكر الخبر الدال على إباحة قول المرء الكذب في المعاريض يريد به صيانة دينه ودنياه 
 5737  - أخبرنا  عبد الله بن محمد الأزدي ،  حدثنا  إسحاق بن إبراهيم الحنظلي  ، أخبرنا  النضر بن شميل ،  أخبرنا  هشام بن حسان  ، عن  محمد ،  عن  أبي هريرة  ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لم يكذب إبراهيم  قط إلا ثلاثا ، اثنتين في ذات الله : قوله إني سقيم  ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا  ، قال : ومر على جبار من الجبابرة ومعه امرأته سارة  ، فقيل له : إن  [ ص: 46 ] رجلا هاهنا معه امرأة من أحسن الناس ، قال : فأرسل إليه فأتاه ، فدخل عليه فسأله ، فقال : هذه أختي ، قال : فأتاها ، فقال لها : إن هذا قد سألني عنك ، وإني أنبأته أنك أختي ، وإنك أختي في كتاب الله ، فلا تكذبيني ، قال : فلما رآها ذهب ليأتيها ، فدعت الله فأخذ ، فقال : ادعي الله لي ، ولك علي أن لا أعود ، فدعت له ، ثم ذهب ليأتيها ، فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأولى ، فقال : ادعي الله لي ، ولك علي أن لا أعود ، فدعت له ، فذهب ليأتيها ، فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأوليين ، فقال : ادعي الله لي ، ولك علي أن لا أعود ، فدعت له ، فأرسل ، فقال لأدنى حجبته عنده : إنك لم تأتني بإنسان ، إنما أتيتني بشيطان ، وأخدمها هاجر  ، فلما رآها إبراهيم  قال : مهيم ، قالت : كفى الله كيد الكافر الفاجر ، وأخدمها هاجر  ، قال : فكان  أبو هريرة  إذا حدث بهذا الحديث قال : تلك أمكم يا بني ماء السماء ،  قال : ومد  النضر  صوته . 
 [ ص: 47 ] قال  أبو حاتم   : كل من كان من ولد هاجر  يقال له : ولد ماء السماء ، لأن إسماعيل  من هاجر  ، وقد ربي بماء زمزم ، وهو ماء السماء الذي أكرم الله به إسماعيل  ، حيث ولدته أمه هاجر  ، فأولادها أولاد ماء السماء . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					