[ ص: 294 ] ذكر البيان بأن عند وقوع الفتن على المرء محبة غيره ما يحبه لنفسه 
 5961  - أخبرنا  أبو خليفة ،  قال : حدثنا  محمد بن كثير ،  قال : حدثنا  سفيان  ، عن  الأعمش ،  عن  زيد بن وهب ،   [ ص: 295 ] عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة  ، قال : سمعت  عبد الله بن عمرو  ، يحدث في ظل الكعبة  ، قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فمنا من ينتضل ، ومنا من هو في مجشره ، ومنا من يصلح خباءه ، إذ نودي بالصلاة جامعة ، فاجتمعنا ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يقول : لم يكن قبلي نبي إلا كان حقا على الله أن يدل أمته على ما هو خير لهم ، وينذرهم ما يعلم أنه شر لهم ، وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء ، فتجيء فتنة المؤمن ، فيقول : هذه مهلكتي ، ثم تجيء فيقول : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده ، وثمرة قلبه ، فليطعه ما استطاع " ، قال : قلت : هذا ابن عمك  معاوية  ، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، ونهريق دماءنا ، وقال الله : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل  وقال : ولا تقتلوا أنفسكم  قال : ثم سكت ساعة ، ثم قال : " أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله   . 
				
						
						
