ذكر بركة الله جل وعلا في الشيء اليسير من الخير للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى أكل منه الفئام من الناس 
 6534  - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان  قال : أخبرنا  أحمد بن أبي بكر  عن  مالك  عن  إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة  ، أنه سمع  أنس بن مالك  ، يقول : قال  أبو طلحة  لأم سليم   : لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف منه الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ قالت : نعم ، فأخرجت أقراصا من شعير ، ثم أخذت خمارا لها ، فلفت الخبز ببعضه ، ثم دسته تحت يدي ، وردتني ببعضه ، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد ومعه الناس ، فقمت عليهم ، فقال رسول  [ ص: 470 ] الله - صلى الله عليه وسلم - : أرسلك  أبو طلحة  ؟ قال : قلت : نعم . قال : للطعام ؟ فقلت : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه : قوموا ، قال : فانطلقوا ، وانطلقت بين أيديهم حتى جئت  أبا طلحة  ، فأخبرته ، فقال  أبو طلحة   : يا أم سليم  قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، وليس عندنا ما نطعمهم ، فقالت : الله ورسوله أعلم . قال : فانطلق  أبو طلحة  حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه حتى دخلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلمي ما عندك يا أم سليم  ، فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت ، وعصرت عليه أم سليم  عكة فآدمته ، ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، حتى أكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون رجلا أو ثمانون   . 
				
						
						
