[ ص: 471 ] ذكر بركة الله جل وعلا في اللبن اليسير للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى روي منه الفئام من الناس 
 6535  - أخبرنا  أبو يعلى  قال : حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري  قال : حدثنا  علي بن مسهر  عن  عمر بن ذر  عن  مجاهد  ، قال : سمعت  أبا هريرة  ، يقول : والذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم  [ ص: 472 ] الذي يخرجون فيه ، فمر بي  أبو بكر  فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ومر بي  عمر بن الخطاب  فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، حتى مر بي أبو القاسم  صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى ما بوجهي ، وما في نفسي ، قال :  أبا هر  ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، وسعديك ، قال : الحق ، فلحقته ، فدخل إلى أهله ، فأذن ، فدخلت ، فإذا هو بلبن في قدح ، فقال لأهله : من أين لكم هذا ؟ قالوا : هدية فلان ، أو قال : فلان ، فقال :  أبا هر  الحق إلى أهل الصفة  ، فادعهم ، وأهل الصفة  أضياف لأهل الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ولا مال ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ، ولم يشركهم فيها ، وإذا أتته هدية بعث بها إليهم وشركهم فيها ، وأصاب منها ، فساءني والله ذلك . قلت : أين يقع هذا اللبن من أهل الصفة  وأنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فانطلقت فدعوتهم ، فأذن لهم ، فدخلوا وأخذ القوم مجالسهم . قال :  أبا هر  ، قلت : لبيك يا رسول الله . قال : خذ ، فناولهم . قال فجعلت أناول رجلا رجلا ، فيشرب ، فإذا روي أخذته ، فناولت الآخر حتى روي القوم جميعا ، ثم انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه ، فتبسم ، وقال :  أبا هر  ، بقيت أنا وأنت . قلت : صدقت يا رسول الله . قال : خذ ، فاشرب ، فما زال يقول : اشرب ، حتى قلت والذي بعثك بالحق ، ما أجد له مسلكا . قال : فأرني الإناء ،  [ ص: 473 ] فأعطيته الإناء ، فشرب البقية ، وحمد ربه صلى الله عليه وسلم   . 
				
						
						
