ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل 
 6543  - أخبرنا  أحمد بن علي بن المثنى  قال : حدثنا  هدبة بن خالد القيسي  قال : حدثنا  سليمان بن المغيرة  عن  ثابت  ، قال : قلت  لأنس بن مالك   : حدثني بشيء من هذه الأعاجيب لا نحدثه عن غيرك ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الظهر بالمدينة  ، ثم أتى المقاعد  التي كان يأتيه عليها جبريل  ، فقعد عليها صلى الله عليه وسلم ، فجاء  بلال  ، فنادى بالعصر ، فقام من له أهل بالمدينة  ، فتوضئوا ، وقضوا حوائجهم ، وبقي رجال من المهاجرين  لا أهل لهم بالمدينة  ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء ، فوضع أصابعه في القدح ، فما وسع أصابعه كلها ، فوضع هؤلاء الأربعة ، وقال : هلموا فتوضئوا أجمعين . قلت  لأنس   : كم تراهم ؟ قال : ما بين السبعين إلى الثمانين   . 
 [ ص: 482 ] قال  أبو حاتم  رضي الله عنه : الجمع بين هذه الأخبار أن هذا الفعل كان من المصطفى كان صلى الله عليه وسلم ، في أربع مواضع مختلفة ، مرة كان القوم ما بين ألف وأربع مائة إلى ألف وخمس مائة ، وكان ذلك الماء في تور ، والمرة الثانية كان القوم ما بين أربع عشرة مائة إلى خمس عشرة مائة ، وكان ذلك الماء في ركوة ، والمرة الثالثة كان القوم ما بين الستين إلى الثمانين ، وكان ذلك الماء في قدح رحراح ، والمرة الرابعة كان القوم ثلاث مائة ، وكان ذلك الماء في قعب . من غير أن يكون بينها تضاد أو تهاتر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					