[ ص: 251 ] ذكر الخصال التي يرتجى للمرء باستعمالها زوال الكرب في الدنيا عنه 
 971  - أخبرنا  الفضل بن الحباب الجمحي  قال : حدثنا  عمرو بن مرزوق  قال : حدثنا  عمران القطان  عن  قتادة  عن  سعيد بن أبي الحسن  عن  أبي هريرة  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم ، فأصابتهم السماء ، فلجؤوا إلى جبل ، فوقعت عليهم صخرة ، فقال بعضهم لبعض : عفا الأثر ، ووقع الحجر ، ولا يعلم مكانكم إلا الله ، ادعوا الله بأوثق أعمالكم . فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني ، فطلبتها ، فأبت علي ، فجعلت لها جعلا ، فلما قربت نفسها ، تركتها ، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا . فزال ثلث الجبل . 
فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان ، وكنت أحلب لهما في إنائهما ، فإذا أتيتهما ، وهما نائمان ، قمت قائما حتى يستيقظا ، فإذا استيقظا شربا ، فإن كنت تعلم أني  [ ص: 252 ] فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا . فزال ثلث الحجر ، فقال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار ، فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه ، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال ، ثم جاء يطلب أجره فقلت : خذ هذا كله ، ولو شئت لم أعطه إلا أجره ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا . قال : فزال الحجر وخرجوا يتماشون   . 
قال  أبو حاتم  رضي الله عنه : قوله فوفرتها عليه بمعنى قوله : فوفرتها له ، والعرب في لغتها توقع ( عليه ) بمعنى ( له ) . 
 وسعيد بن أبي الحسن  سمع  أبا هريرة  بالمدينة  ، لأنه بها نشأ ،  والحسن  لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					