[ ص: 88 ] رواية  عبد الرحمن بن عوف   - رضي الله عنه - عن أبي بكر   - رضي الله عنه - 
 12  - أخبرنا أبو الفخر أسعد بن سعيد بن محمود الأصبهاني   - قراءة ونحن نسمع بأصبهان   - قيل له : أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية   - قراءة عليها وأنت تسمع - أنا محمد بن عبد الله بن زيد  ، أنا  أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني  ، ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري  ، ثنا  سعيد بن عفير  ، حدثني علوان بن داود البجلي  ، عن  حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف  ، عن  صالح بن كيسان  ، عن  حميد بن عبد الرحمن  ، عن  أبيه  ، قال : دخلت  [ ص: 89 ] على  أبي بكر   - رضي الله عنه - أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه ، وسألته : كيف أصبحت ؟ فاستوى جالسا . فقلت : أصبحت بحمد الله بارئا ، فقال : أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذاك أنفه رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية ، وستنجدون بيوتكم ستور الحرير ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع الصوف الأذري ، كأن أحدكم على حسك السعدان ، ووالله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا ، ثم قال : أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهن . 
فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة  أو تركته ، وأن أغلق علي الحرب ، وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة  كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبو عبيدة  أو  عمر  ، فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا . ووددت أني حيث كنت وجهت  خالد بن الوليد  إلى أهل الردة أقمت بذي القصة  ، فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءا ومددا ، وأما اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث  أسيرا ضربت عنقه ، فإنه  [ ص: 90 ] يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي  لم أكن أحرقته ، وقتلته سريحا ، أو أطلقته نجيحا ، ووددت أني يوم حيث وجهت  خالد بن الوليد  إلى الشام  ، وجهت  عمر  إلى العراق  ، فأكون قد بسطت يدي : يميني وشمالي في سبيل الله - عز وجل -. 
وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهن : فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الأمر ؟ فلا ينازعه أهله ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار  في هذا الأمر سبب ؟ ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ فإن في نفسي فيهما حاجة  . 
قال الإمام أبو الحسن الدارقطني  ، وذكر هذه الرواية وقال : خالفه  الليث بن سعد  فرواه عن علوان  ، عن  صالح بن كيسان  بهذا الإسناد ، إلا أنه لم يذكر بين علوان  وبين صالح  ،  حميد بن عبد الرحمن  ، فيشبه أن يكون  سعيد بن عفير  ضبطه عن علوان  ؛ لأنه زاد فيه رجلا ، وكان  سعيد بن عفير  من الحفاظ الثقات . 
قلت : وهذا حديث حسن ، عن أبي بكر  إلا أنه ليس فيه شيء من  [ ص: 91 ] قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى  البخاري  في كتابه غير شيء من كلام الصحابة ، فمن ذلك ما روى  طارق بن شهاب  ، عن أبي بكر  أنه قال لوفد بزاخة   : تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمهاجرين  أمرا يعذرونكم " وروت عائشة   : أن أبا بكر  قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته . وغير ذلك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					