فصل : 
[ الحكمة في الفرق بين بعض الأيام وبعضها الآخر ] 
وأما قوله : " وحرم صوم أول يوم من شوال  ، وفرض صوم آخر يوم من رمضان  مع تساويهما " فالمقدمة الأولى صحيحة ، والثانية كاذبة ; فليس اليومان متساويين وإن اشتركا في طلوع الشمس وغروبها ; فهذا يوم من شهر الصيام الذي فرضه الله على عباده ، وهذا يوم عيدهم وسرورهم الذي جعله الله تعالى شكران صومهم وإتمامه ، فهم فيه أضيافه سبحانه ، والجواد الكريم يحب من ضيفه أن يقبل قراه ، ويكره أن يمتنع من قبول ضيافته بصوم أو غيره ، ويكره للضيف أن يصوم إلا بإذن صاحب المنزل ; فمن أعظم محاسن الشريعة فرض صوم آخر يوم من رمضان فإنه إتمام لما أمر الله به وخاتمة العمل ، وتحريم  [ ص: 102 ] صوم أول يوم من شوال فإنه يوم يكون فيه المسلمون أضياف ربهم تبارك وتعالى ، وهم في شكران نعمته عليهم ، فأي شيء أبلغ وأحسن من هذا الإيجاب والتحريم ؟ 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					