[ ص: 85 ] باب في صلح العدو 
 2765 حدثنا محمد بن عبيد  أن  محمد بن ثور  حدثهم عن  معمر  عن  الزهري  عن  عروة بن الزبير  عن  المسور  بن مخرمة  قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم  زمن الحديبية  في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا  كانوا بذي الحليفة  قلد الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة  وساق الحديث قال وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا  كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال  الناس حل حل خلأت القصواء مرتين فقال النبي  صلى الله عليه وسلم ما خلأت وما ذلك لها بخلق  ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني  اليوم خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها  ثم  زجرها فوثبت فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية  على ثمد قليل الماء فجاءه بديل بن ورقاء الخزاعي   ثم أتاه يعني عروة بن مسعود  فجعل يكلم  النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته  والمغيرة بن شعبة  قائم على النبي صلى الله عليه  وسلم ومعه السيف وعليه المغفر فضرب يده بنعل السيف  وقال أخر يدك عن لحيته فرفع عروة  رأسه فقال  من هذا قالوا المغيرة بن شعبة  فقال أي غدر أولست  أسعى في غدرتك وكان المغيرة  صحب قوما في  الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي  صلى الله عليه وسلم أما الإسلام فقد قبلنا وأما المال فإنه  مال غدر لا حاجة لنا فيه فذكر الحديث فقال النبي صلى الله  عليه وسلم اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله  [ ص: 86 ] وقص الخبر فقال سهيل  وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا  فلما فرغ من قضية الكتاب قال النبي صلى الله عليه وسلم  لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا ثم جاء نسوة مؤمنات مهاجرات  الآية فنهاهم الله أن يردوهن وأمرهم أن يردوا الصداق ثم رجع إلى  المدينة  فجاءه أبو بصير  رجل من قريش   يعني فأرسلوا في طلبه فدفعه إلى الرجلين فخرجا به  حتى إذ بلغا ذا الحليفة  نزلوا يأكلون من تمر لهم فقال  أبو بصير  لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا  يا فلان جيدا فاستله الآخر فقال أجل قد جربت به فقال أبو بصير  أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى  برد وفر الآخر حتى أتى المدينة  فدخل المسجد يعدو  فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأى هذا ذعرا فقال قد  قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير  فقال قد أوفى الله ذمتك فقد رددتني إليهم ثم نجاني الله  منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده  إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر وينفلت  أبو جندل   فلحق بأبي بصير  حتى اجتمعت منهم عصابة  
				
						
						
