[ ص: 333 ] ولقد علموا لمن اشتراه   (من): بمعنى (الذي):  مبتدأة، والخبر: وما له في الآخرة من خلاق  ، و (من): زائدة للتوكيد، ولام لقد: للقسم، ولام (لمن): للتأكيد، هذا مذهب  سيبويه،  وأكثر النحويين، وإحدى الجملتين عند  سيبويه  مقسم عليها، وهي: ولقد علموا  ، والتقدير: (والله لقد علموا) والجملة الثانية عنده غير مقسم عليها. 
وأجاز  الفراء  أن تكون الجملتان مقسما عليهما، وتكون (من) للشرط. 
وتقدم ذكر الضمائر في (علموا)، (وشروا)، و (كانوا يعلمون). 
لمثوبة من عند الله خير  ، ابتداء وخبر و (اللام): لام الابتداء،  دخلت على الاسم؛ كقولك: (علمت لزيد خير منك). 
ومن قرأ: (مثوبة) جاء بها على أصلها، وهو شاذ، وكان ينبغي أن يعل؛ فيكون: (مثابة). 
لا تقولوا راعنا   : من قرأ بغير تنوين؛ فهو على ما تقدم، ومن نون؛  [ ص: 334 ] فالمعنى: (لا تقولوا: رعونة)، ونصبه بالقول، أو على المصدر، و (الرعونة): الحمق، وأصله: الاضطراب؛ ولذلك سمي السراب: رعنا). 
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير   : من قرأ: (ننسخ) ؛ فمعناه: ما نجده منسوخا، وإنما نجده كذلك بنسخه إياه، و (ننسخ) على ما قدمناه في التفسير. 
وتقدم (ننسئها) و (ننسها)، ومن قرأ: (ننسها) ؛ فهو (نفعلها) من النسيان، ومن قرأ: (تنسها) ؛ فالمعنى: (أو تنسها أنت يا محمد)، وكذلك  [ ص: 335 ] من بناه للمفعول فقرأ: (تنسها)، والله هو الذي ينسيه إياها. 
كما سئل موسى من قبل   : من قرأ: (سئل) ؛ جاز أن يكون على لغة من قال: (سلت، تسال)، وجاز أن يكون - على لغة من همز- أبدل الهمزة ياء ساكنة على غير قياس، فانكسرت السين قبلها. 
حسدا من عند أنفسهم}   : (حسدا): مفعول له؛ أي: ودوا ذلك للحسد، أو مصدر دل ما قبله على الفعل. 
وتقدم تعلق (من عند أنفسهم) بما يتعلق به. 
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه   : موضع (أن) نصت على تقدير حذف (من)،  أو على تقدير: كراهة أن يذكر، أو على البدل من (مساجد). 
 [ ص: 336 ] وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه  حذف الواو وإثباتها سواء لالتباس الجملة الثانية بالأولى. 
فإنما يقول له كن فيكون   : الرفع من وجهين: الاستئناف، والعطف على (يقول). 
والنصب حملا على لفظ (كن) ؛ لأنه جاء بلفظ الأمر، فشبه بالأمر الحقيقي، ولا يصح نصبه على جواب الأمر الحقيقي؛ لأن ذلك إنما يكون فيما هو على فعلين في الحقيقة؛ نحو: (إيتني فأكرمك)، فأما (كن فيكون) ؛ فلو قدر ذلك التقدير؛ لصار: (إن يكن يكن)، وذلك غير مفيد. 
فأما الذي في (النحل)، و (يس) ؛ فالنصب فيه ظاهر؛ لأن قبله: (أن يقول له) [يس: 82]. 
وقوله: (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم): الجزم على النهي الحقيقي، على ما قدمناه في التفسير، أو على النهي الذي معناه تفخيم ما أعد لأصحاب الجحيم؛ كقول القائل: (لا تسأل عن فلان) ؛ إخبارا عن المبالغة فيما صار إليه من خير أو شر. 
 [ ص: 337 ] ومن رفع؛ احتمل أن يكون استئنافا لا موضع له من الإعراب، واحتمل أن يكون حالا، التقدير: (أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا، وغير مسؤول عن أصحاب الجحيم). 
* * * 
				
						
						
