الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في عدة وصداق وميراث امرأة وابنتها تزوجتا رجلا في عقدين ثم مات ولم يعلم الأولى منهما]

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم فيمن تزوج امرأة وابنتها في عقدين ثم مات ولم يعلم الأولى منهما، فإن دخل بهما كان لكل واحدة صداقها ولا ميراث لهما، والعدة ثلاث حيض على كل واحدة منهما، وإن لم يدخل بواحدة منهما كان لكل واحدة نصف صداقها والميراث بينهما نصفين، والعدة أربعة أشهر وعشرا، وإن دخل بواحدة وعلمت ولم يعلم هل هي الأولى أو الآخرة كان لها صداقها المسمى، واختلف في الميراث، فقيل: لا شيء لها؛ لأنه ميراث بشك، وقيل: لها [ ص: 2688 ] نصف الميراث؛ لإمكان أن تكون هي الأولى فلها جميعه، أو الآخرة فلا يكون لها شيء، فيقسم بينها وبين الورثة، والعدة أقصى الأجلين أربعة أشهر وعشرا؛ لإمكان أن تكون الأولى، وثلاث حيض؛ لإمكان أن تكون الآخرة، ولا صداق للتي لم يدخل بها ولا ميراث ولا عدة عليها; لأنها إن كانت الآخرة فهو نكاح فاسد لم يدخل فيه، وإن كانت الأولى فإن الدخول بالآخرة يفسخه، وإن علمت الأولى ولم تعلم المدخول بها كان لهما صداق واحد بينهما نصفين بعد يمينهما، فإن نكلت إحداهما كان للتي حلفت، ويختلف في ميراث الأولى هل لها نصفه أو لا شيء لها؛ لأنه ميراث بشك، والقضاء ها هنا بالنصف أبين؛ لأنها وارثة حقيقة مشكوك هل طرأ عليها ما يبطله، والعدة أربعة أشهر وعشرا، وعلى الأخرى ثلاث حيض لأنه فاسد وهي معترفة على نفسها بالدخول، وإن لم تعلم الأولى ولا المدخول بها كان لهما صداق واحد يقتسمانه نصفين بعد يمينهما، ونصف ميراث على أحد القولين يقتسمانه أيضا، والعدة أقصى الأجلين؛ لأن كل واحدة تقر على نفسها بالدخول، ولا يدرى هل هي أولى أو آخرة، ولو تزوج الثانية في الصحة أو في المرض ودخل بها في المرض لورثت الأولى; لأنه يعد فارا عنها بدخوله بالثانية في المرض. [ ص: 2689 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية