الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في قبض ما أسلف فيه الوكيل بغير حضرته]

                                                                                                                                                                                        ومن أمر رجلا يسلم له في طعام ففعل، ثم غاب المأمور وطلب الآمر قبض طعامه، كان ذلك له إن أثبت أن السلم له، وإن لم تكن بينة وأقر المسلم إليه أن المسلم اعترف له به بعد انعقاد السلم له، لم يلزمه أن يدفعه للطالب; لأنه يقول: أخاف أن يجحدني، وإنما دخلت على أن الطعام له والقبض إليه، إلا أن يعلم من المسلم إليه أنه من أهل الدين والفضل، وممن لا يجحد، فلا يظلم المقر له ولا يمنع منه طعامه.

                                                                                                                                                                                        وإن كان اعترافه في حين السلم فقال: أسلم لفلان، كان عليه أن يدفع ذلك الطعام الآن، وإن كان المأمور يتخوف جحوده; لأنه دخل على أن الطعام لهذا، فلا يمنع قبض متاعه خيفة أن يجحده الآخر، وليس له أن يقول: احبسه ليقضيك الغائب فيه. [ ص: 3012 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية