الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في اعتصار الأم]

                                                                                                                                                                                        يصح الاعتصار من الأم إذا كان للولد أب ، وسواء كان الأب موسرا أو معسرا ، أو الابن موسرا ، ويختلف إذا كانا فقيرين الأب والابن ، قياسا على اعتصار الأب من ولده إذا كان فقيرا ، ويصح اعتصارها مع عدم الأب إذا كان الابن موسرا . قاله أشهب في كتاب محمد ، ولا يصح إذا كان صغيرا فقيرا; لأنها حينئذ على وجه الصدقة ، ويختلف إذا كان كبيرا فقيرا ، فعلى قول سحنون لا تعتصر ، والمعروف من الذهب أنها تعتصر ، وإن كان صغيرا فقيرا ثم أيسر قبل البلوغ أو بعد لم تعتصر; لأن المراعى حين العطية : هل كانت على وجه [ ص: 3533 ] الهبة أو على وجه الصدقة .

                                                                                                                                                                                        وإن كان له أب يوم العطية فلم تعتصر الأم حتى مات الأب كان لها أن تعتصر; لأنها لم تكن على وجه الصدقة ، وفي كتاب محمد أنها لا تعتصر . والأول أحسن; لأن المراعى وقت العطية هل كانت هبة أو صدقة .

                                                                                                                                                                                        تم كتاب الصدقة والهبة

                                                                                                                                                                                        والحمد لله حق حمده

                                                                                                                                                                                        [ ص: 3534 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية