الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن قال لسيده بعني نفسي بكذا]

                                                                                                                                                                                        وقال أصبغ في كتاب ابن حبيب في عبد قال لسيده : بعني نفسي بمائة دينار ، ولم يقل من نفسي فباعه وقبض المائة ثم قال : فلان أعطاني المائة لأشتري له بها نفسي ، وقد أعتقه فلان ولا بينة له على ذلك وصدقه فلان ، قال : إن كان قوله جوابا للكلام أو في المجلس أو قريبا منه صدق ويكون مولاه ووارثه ، وإن كان تباعد [ ص: 3829 ] الأمر من بعد تمام الشراء لم يقبل منه . وقال أيضا : إن كان مثله لا يملك ذلك المال فهو كالأول ، وإن كان مثله يملك ذلك الثمن لم يصدق والعتق ماض وولاؤه لسيده .

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ - رضي الله عنه - : لا يصدق العبد إلا أن تثبت له بينة ، فإن لم تكن له بينة بطل عتقه ويكون المال للآمر وليس له أن يجيز فعله ، وإلى هذا يرجع كلام أصبغ إذا صدق العبد أن يكون سيده بالخيار; لأن من حجته أن يقول : إنما أعتقته بهذا المال ليكون لي أجر العتق ويكون لي ولاؤه . [ ص: 3830 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية