الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في مراتب الأولياء في الولاء وميراث النساء من الولاء

                                                                                                                                                                                        الابن أولى بولاء من أعتق أبوه، ثم ابن الابن وإن سفل، ثم أبو المعتق، ثم بنوه وهم الإخوة، ثم بنو الإخوة، ثم جد المعتق، ثم بنوه وهم عمومة المعتق، ثم بنو العمومة. وقال مالك مرة: الجد مقدم على بني الإخوة، ثم رجع عنه.

                                                                                                                                                                                        واستدل ابن الجهم على أن الأخ أولى من الجد، فقال: لو كان الجد أولى لكان بنوه أولى من بني الأخ، ولأن بنات الأخ محرمات وإن سفلن وليس كذلك بنات بني الجد.

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ - رضي الله عنه: الولاء يؤخذ بالبنوة والأبوة، والبنوة مقدمة على الأبوة، فإذا عدم بنو المعتق كان أبوه، فإذا عدم أبوه كان بنوة الأب أولى من أبوته كما كان ذلك في بنوة المعتق نفسه، والأخ الشقيق أولى من الأخ للأب والاخ للأب أولى من ابن الأخ الشقيق وابن الأخ أولى من العم، والعم الشقيق أولى من العم للأب، وابن العم الشقيق أولى من ابن العم للأب. [ ص: 4141 ]

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا كانا ابني عم أحدهما أخ للأم، فقال مالك وابن القاسم في المدونة: هو كرجل من العصبة لا فضل للأخ للأم.

                                                                                                                                                                                        وقال أشهب في كتاب محمد: الأخ للأم أحق؛ لأنه أقعد بالرحم مثل ما لو ترك المعتق أخا لأب وأم، وأخا لأب -كان الشقيق أولى، ومثل ما لو ترك ابني عم، أحدهما لأبيه وأمه -كان أحق به. يريد: أن هذا أحق؛ لأنه زاد مؤنة.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية